الجامعة الألمانية تنظيم دورة دولية حول الكربونات

حلبان – تعتبر صخور الكربونات واسعة الانتشار في شتى أرجاء الأرض وتشكل نافذة هامة للنظر في تاريخ الأرض والتطور المناخي. وفي هذا الإطار أشار الأستاذ الدكتور أكسيل مونيك عالم الجيولوجيا في جامعة إرلنجن نورنبيرغ الألمانية إلى أن صخور الكربونات تحتوي على كميات ضخمة من النفط والغاز والمياه وقد تشكلت نتيجة لكائنات حية كانت تعيش قبل ملايين السنين ولذلك فإنها تمثل سجلا ممتازا لإعادة تشكيل تطور المحيط الحيوي لكوكب الأرض. يتأثر مناخنا بشكل متزايد نتيجة لزيادة الترسبات الكربونية فيه والأثر الكبير لتركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو. ولذلك تجذب الدراسات البحثية حول الصخور الكربونية علماء الجيولوجيا من كل من العالمين الأكاديمي والصناعي. من جانبه قال أ. دكتور الهندسة مايكل موديغل رئيس الجامعة الألمانية بأن الرؤية الحالية تتمثل في الربط بين النظرية والتطبيق. لذلك فإن الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان (جيوتك) تفتخر باحتضان هذه الدورة المرموقة والتي عادة ما يتم تنفيذها في ألمانيا.

يقدم حاليا الدكتور مونيك هذه الدورة وهو أستاذ معروف على مستوى العالم وذلك بالاشتراك مع الأستاذ الدكتورة ميكائيلا بيرنيكير (الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان) والأستاذ الدكتور فرانك ماترن (جامعة السلطان قابوس) وذلك في قسم علوم الأرض التطبيقية في الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان. وعادة ما يتم تنفيذ هذه الدورة في جامعة إرلنجن نورنبيرغ الألمانية. وخلال هذه الدورة التي يتم تنفيذها لفترة أسبوع واحد بمختبر علوم الأرض في الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان يدرس الطلبة مجموعة فريدة من الشرائح المجهرية للصخور الكربونية بهدف فهم تكونها وسبل ترسبها بالإضافة إلى التغيير الذي يطرأ عليها في وقت لاحق. ولهذا الغرض يتم دراسة ما يسمى “بالشرائح المجهرية” باستخدام المجاهر. وتتكون هذه الشرائح المجهرية من عينات صخرية كربونية مصقولة بعناية تم إلصاقها بصفيحة زجاجية وتم حفها ليصل سمكها إلى 30 وحدة دولية بحيث تصبح شفافة ويمكن دراستها بشكل تفصيلي باستخدام المجهر. ويحظى الطلبة الآن بفرصة فريدة لدراسة هذه الشرائح المجهرية التي تم جمعها من بيئات حديثة إلى صخور تعود إلى نصف مليار عام تقريبا، من البيئات المائية الضحلة والعميقة والمناطق القطبية وصولا إلى خط الاستواء إلى جانب هؤلاء الخبراء المختصين. وتهدف هذه الدورة إلى تدريب الطلبة على وصف وتصنيف وتفسير هذه العينات. علاوة على ذلك، قام العلماء قبل بدء الحصص الصفية بيوم واحد بتنفيذ ورشة عمل ميدانية في سهل سيق في الجبل الأخضر.  وقام الباحثون في هذا المكان بدراسة الشعاب المرجانية التي تعود للعصر البرمي، والتي يبلغ عمرها نحو 260 مليون عام تقريبا والتي تمثل نافذة مهمة لدراسة تاريخ الأرض.

حتى يومنا هذا، تعتبر هذه الدورة فريدة من نوعها تم عقدها في دول مختلفة من العالم بما في ذلك نيجيريا، ومصر، واليونان، والصين، والنمسا.  وحتى الآن، شارك في هذه الدورة أكثر من 2000 من الطلبة الدارسين والممتهنين العاملين في قطاعات الجيولوجيا وعلوم الأرض البترولية والهيدروجيولوجيا.

 

0 ردود

اترك رداً

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 4 =