الدليل الميداني لجيولوجيا شمال شرق سلطنة عُمان

مسقط: ضمن إجتماع الجمعية الجيولوجية العمانية السنوي، تم الإحتفال مساء أمس تحت رعاية معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة بتدشين الدليل الميداني لجيولوجيا شمال عمان وذلك بفندق كراون بلازا مسقط، ويعتبر الكتاب حصيلة مشروع مشرتك بين الجمعية الجيولوجية العمانية والجمعية الجيولوجية الألمانية، وقد شارك في تأليف هذا الدليل كل من البروفيسور جوستا هوفمان من قسم علوم الأرض (الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان وجامعة بون بألمانيا) والبروفيسور مارتين ميشيد (جامعة جريفسوالد بألمانيا) والدكتورة آن زاكي (جامعة بون) والدكتور محمد الكندي الرئيس السابق للجمعية الجيولوجية العمانية وتم نشره من قبل دار بورتنراجر للعلوم ويتوافر الآن في جميع أنحاء العالم.

وقال البروفيسور جوستا هوفمان في كلمته “عمان كالمتحف حيث يمكنك دراسة الجيولوجيا كما لم تشاهدها في أي مكان آخر في العالم، وعلى النقيض من الدول الأخرى فإنه يمكن الوصول إلى الصخور ورؤيتها في السطح مشيرا إلى أن جيولوجيا سلطنة عُمان تعتبر مذهلة – للسائح العادي وعالم الجيولوجيا على حد سواء. حيث تقدم الصخور البارزة تجربة مثيرة لرؤية النتوءات الصخرية التي لا تتوفر في أي مكان آخر في العالم. بالإضافة إلى مشاهد طبيعية أخّاذة فريدة من نوعها.  ونظرا لكتابة هذا الدليل على هيئة كتاب دراسي وحيث أنه يقدم المعلومات الجيولوجية بطريقة سهلة الفهم، فإنه يسهل على القارئ استيعاب محتوياته. ولذلك، فإن هذا الدليل الميداني لا يستهدف علماء الجيولوجيا فحسب، وإنما يخاطب الجميع بما في ذلك الهواة والزوار والرحالة الراغبين في اكتشاف جمال وأهمية جيولوجيا سلطنة عُمان.

وقد جاءت فكرة تأليف هذا الدليل الميداني أثناء عمل البروفيسور جويستا هوفمان والدكتورة آن زاكي الدائم بقسم علوم الأرض التطبيقية بالجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان منذ عام 2008، وقد قاما خلال الرحلات الميدانية التي قاما بها بدعم من الجمعية الجيولوجية العمانية بجمع بعض الصخور وتأسيس مجموعة خاصة للصخور بالجامعة تضم نحو 1500 نوع من الصخور، كما تم نشر ملصق بعنوان “الصخور في عمان” قبل عدة سنوات لإبراز الأنواع المختلفة من الصخور وخصائصها، ونظرا للعدد الكبير من المواقع الأثرية الهامة فإن الجيولوجيين يواجهون في بعض الأحيان صعوبات في القيام برحلات ميدانية مع الطلبة ، وفي ذلك يقول البروفيسور جويستا هوفمان ضاحكا إلى أن الصعوبة تتمثل في تحديد المكان المكان الذي لا يجب أن تتوقف عنده حيث لا يمكن حينها القيام بالرحلة الميدانية”.

وقد حضرت باتريشيا رودريجوس من البرازيل والتي تتدرب حاليا بقسم علوم الأرض بالجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان حفل تدشين الكتاب يوم أمس وقالت “إن ما اثار دهشتي هو رؤية صخور الأفيوليت على الطبيعة حيث أنها لا توجد لدينا في البرازيل وكنت أقرأ عنها فقط”.

وتبرز سلسلة جبال أفيوليت سمائل (وهي قاع بحر يمكنك أن تمشي عليها)، والتي يزيد ارتفاعها عن 3000 متر، مع أخاديدها العميقة التي تحتضن الجداول المائية التي يشبه لونها لون أحجار الفيروز الثمينة من بين رمال الصحراء القاحلة ذهبية اللون. بالإضافة الشواطئ البيضاء التي تغطي الخط الساحلي التي مازالت لم تكتشف بعد.

يتكون هذا الدليل الميداني الجيولوجي من جزئين: يقدم أولهما مقدمة عامة عن جيولوجيا سلطنة عُمان، ويمكن القارئ من وضع الظواهر والملاحظات الجيولوجية في سياق علمي. حيث يركز المؤلفون على وصف العمليات التي أدت إلى تشكل صخور سلطنة عُمان ومناظرها الطبيعية عبر آلاف السنين. وبعد الفصول التعريفية المتعلقة بآثار سلطنة عُمان ومناخها ونباتاتها، تم تقديم الجوانب التضاريسية والجيولوجية للسلطنة.  أما الجزء الثاني الكبير، فهو دليل يحتوي على أوصاف دقيقة لتسع وتسعين موقع من مواقع التنزه والاستجمام تقع في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد.  ويكمن التحدي عند زيارة سلطنة عُمان في التوقف عن زيارة هذه المواقع وليس عكس ذلك.  ولذلك، قام المؤلفون بعناية باختيار أجمل وأهم المواقع. ويمكن تحديد هذه المواقع بسهولة باستخدام الاحداثيات المقدمة، أو باستخدام خرائط الطرق التفصيلية المقدمة لكل بروز صخري. ويحتوي هذا الدليل الميداني على عدد كبير من الرسوم التوضيحية الملونة وخريطة جيولوجية عامة وفهرس وقائمة مراجع أيضا.

0 ردود

اترك رداً

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − ten =